السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكثير من الأخوات لا يستطعن التفريق بين حرفي الضاد والظاء... فالكثير من الأخوات اللواتي أحادثهن في المسنجر يخطئون نفس الخطأ.. وأنا أشتغل معاهم مدقق لغوي..!!
وملاحظة هذا الاختلاط بكثرة عند دول الخليج أكثر من بقية الدول.. وهناك أيضا في جميع الدول هذا الخطأ..
والسبب في ذلك هو اختلاط اللهجة العامية على اللغة العربية..
وهناك سبب آخر وهو قرب المخارج من بعضها البعض.. واشتراكهم في جميع الصفات..والمقالة التي سأضعها بالأسفل توضح الأمر..
طبعا هناك فرق بين حرف الظاء والضاد.. من حيث المعنى أيضا..
وكمثال بسيط:
ظل: أي بقي هنا
ضل:أي ضاع..
فنقول: ظل بالمسجد بعد الصلاة لمدة ربع ساعة..
ونقول: ضل أحمد الطريق.. أثناء ذهابه للمدرسة..
ونقول أيضا: أسأل الله تعالى أن يظلنا بظله يوم لا ظل إلا ظله.. ومن الخطأ أن نقول يضلنا.. فالله تعالى يظلنا من الظل.. لا يضلنا من الضلال..
والأمثلة في ذلك كثيييرة..
ودائما للتفريق بين الضاد والظاء أحضر آيتان بهما الحرفان.. وأحاول النطق بالشكل الصحيح..
قال تعالى: " أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ{1} وَوَ ضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ{2} الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ "
من ناحية النطق:
الضاد لا يخرج اللسان من الفم مخرجه من وسط اللسان.. ولا يخرج اللسان عند النطق بالحرف..
أما الظاء فمخرجه من طرف اللسان وعند النطق بالحرف فإننا نخرج جزء من اللسان..
والأمر يحتاج لتمرين..
ما هي لغتنا ؟
أهي لغة الضاد أم هي لغة الظاء؟
ولماذا أصبحت فاتحة الكتاب التي لا صلاة لمسلم بدونها تُقرأ بلهجة بدوية لم نعرفها في الحجاز إلا منذ فترة قريبة اقل من ثمانين عاما؟
لقد اختلف علماء اللغة العربية في مخرجها وشِدَّتها اختلاف العرب أنفسهم في كيفية النطق بها.
فالضاد التي تلفظها مصر هي اليوم أشبه بالدال. والضاد السورية مفخمة وأشد انفجاراً. أما في العراق فيلفظونها ظاء رخوة. ونُقل عن الأصمعي قولُه: "إنَّه تتبع لهجات العرب كلها، فلم يجد فيها أشكل من الفرق بين الضاد والظاء) (الأصوات اللغوية ص54).
لقد اختلف علماء اللغة العربية في مخرجها وشِدَّتها اختلاف العرب أنفسهم في كيفية النطق بها.
النطق بالضاد القديمة
يُستفاد من وصف الخليل بن أحمد الفراهيدي أن العُضوين المكوِّنين للنطق بالضاد ينفصلان انفصالاً بطيئاً نسبياً، فحلّ الانفجار البطيء في صوتها محل الانفجار الفُجائي، ولهذا السبب قال ابن الجوزي في كتابه (النشر في القراءات العشر): (إن الضاد انفردت بالاستطالة ، وليس في الحروف مايعسُر على اللسان مثله، فألسنة الناس فيه مختلفة)، (الأصوات اللغوية ص 51).
كما أكد علماء اللغة القدامى: (أنَّ النَّفسَ مع الضاد بعد خروجه من الحنجرة يتخذ مجراه من الحلْق إلى الفم، إما عن يسار الفم عند أكثر الرواة، وإما عن يمينه عند بعضهم، أو عن كلا الجانبين على رأي سيبويه): (الأصوات اللغوية ص 49).
ونظراً لتداخل صوتي الضاد والظاء في اللهجات العربية، فإن نهاية مخرج الضاد لابد أن يكون قريباً جداً من بداية مخرج الظاء. لتكون الصعوبة البالغة في نطق الضاد تتلخص في امتداد مخرجها حتى بداية مخرج الظاء، مع البراعة في الفصل بينهما، وهذا ماجعل إتقان التلفظ بها فائق الصعوبة، فكان لا مثيل لها في لغات العالم، مما يؤهلها لحمل لقب اللغة العربية، على رأي معظم علماء اللغة العربية وأدبائها.
ولهذا السبب من الصعوبة الفائقة في نطقها تراجع العراقيون وغيرهم من القبائل العربية القديمة بمخرجها قليلاً باتجاه الفم حتى استقر في مخرج الظاء، كما تراجع المصريون بمخرجها أكثر حتى استقر قرب مخرج الدال. أما السوريون فقد تقدموا بمخرجها قليلاً نحو الحلّق. إشباعاً وتفخيماً، فكان صوتها أشد انفجاراً من الضاد الأصل.
وهكذا ضاعت الضاد من على ألسنة العرب.
و دائما أضرب المثل لأبنائي بالآية من سورة الانشراح " أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ{1} وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ{2} الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ .
ثالثاًً : حكم إبدال حرف الضاد بحرف ظاء في سورة الفاتحة :
لابد أن تعلم أخي القارئ الكريم أن الفاتحة لا تصح عند إبدال حرف بحرف آخر وقد يتغير المعنى أيضاً ولكن...
هل تصح إذا قلبت الضاد ظاءاً في سورة الفاتحة في قوله تعالى (ولاالضالين)؟
¨ قال فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين –رحمه الله-
في ذلك وجهان لفقهاء الحنابلة:
الوجه الأول: لا تصح ؛ لأنه أبدل حرفاً بحرف.
الوجه الثاني: تصح وهو المشهور من المذهب.
وعللوا ذلك بتقارب المخرجين وصعوبة التفريق بينهما, وهذا هو الوجه الصحيح,وعلى هذا فمن قال ( غير المغضوب عليهم ولا الظالين) فصلاته صحيحة ولا يكادُ أحد من العامة يُفرق بين الضاد والظاء.
¨ قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-
(وأما من لايقيم قراءة الفاتحة فلا يصلى خلفه إلا من هو مثله فلا يُصلى خلف الألثغ الذي يبدل حرفاً يحرف إلا حرف الضاد إذا أخرجه من طرف اللسان كما هو عادة كثير من
الناس فهذا فيه وجهان:
الوجه الأول: منهم من قال لا يصلى خلفه ولا تصح صلاته في نفسه لأنه أبدل حرفاً بحرف لأن مخرج الضاد الشدق و مخرج الظاء طرف الأسنان فإذا قال : ( ولاالظالين) كان معناه ظل يفعل كذا.
الوجه الثاني : تصح وهذا أقرب لأن الحرفين في السمع شيء واحد وحس أحدهما كحس من جنس الآخر لتشابه المخرجين...)
فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في السعودية عن اللحن في التلاوة :
سئلت اللجنة الدائمة عن حكم العاجز عن أداء حرف الضاد من مخرجه وقد اختلف فيه الناس فمنهم من يقول على العاجز أن ينطق به ظاء ومنهم من يقول عليه أن ينطق دالاً فكانت الإجابة :
" الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد ...
يجب على من لا يحسن إخراج الضاد من مخرجها أن يجتهد قدر طاقته ويبذل وسعه في تمرين لسانه على إخراج الضاد من مخرجها والنطق بها نطقاً صحيحاً فإن عجز بعد بذل جهده عن النطق الصحيح فهو معذور وما عليه إلا ينطق به كما تيسر له فلا يُكلف نطقه ظاء أو دالاً على الخصوص لقوله تعالى : ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها )البقرة 286 وقوله تعالى : ( وما جعل عليكم في الدين من حرج )الحج78
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
الشيخ عبدالله بن منيع ( عضواً )
الشيخ عبدالله بن غديان ( عضواً )
الشيخ عبدالرزاق عفيفي ( نائب الرئيس )
----------------------------
خاتمة البحث
مما قدمناه لك أخي القارئ الكريم يتبين ما يلي:
1. صعوبة إخراج الضاد من مخرجها.
2. قلب الضاد ظاءً وهو الخطأ الشائع في نطقها.
3. أنه الحرف الوحيد الذي تتميز به اللغة العربية عن اللغات الأخرى.
4. عدم بطلان الفاتحة بقلب الضاد وظاءً في قوله ( ولا الضالين )
وهذا رأي شيخ الإسلام وابن عثيمين رحمهما الله تعالى.
فعلى القارئ الكريم أن يبذل جهداً في إخراج هذا الحرف والنطق به نطقاً صحيحاً ما استطاع إلى ذلك
سبيلاً,وأن يتلقى النطق به مشافهة ممن يُحسن النطق به,وأخيراً أدعو الله تعالى أن ينفع بكل ما جمعت
وأن يجعله في ميزان حسناتي,وأن ينفع به كل من قرأه,إنه خير مسئول وهو نعم المولى ونعم النصير وصلى
الله على نبينا محمد وعلى آله وصبحه أجمعين.
المراجع
1. مجموع الفتاوى لابن تيمية
2. الشرح الممتع لابن عثيمين
3. التمهيد في علم التجويد لابن الجزري
4. غاية المريد في علم التجويد لعطية قابل نصر
5. البرهان في تجويد القرآن لمحمد الصادق قمحاوي
6. إتحاف الفضلاء في بيان من ألف في الضاد والظاء لجمال بن السيد الرفاعي الشايب
المصادر
من منتدى التربية والتعليم للبنات بمحافظة المجمع
منقول من بحث ( حرف الضاد بين الخلط والتغيير )
للاستاذ : عمر المديفر